وأما عن الإبن – الجزء الأول - تفنيد شبهة
رداً على القساوسة أنطونيوس فكري وتادرس يعقوب ملطي وعبد المسيح بسيط
بقلم العبد الفقير إلى الله أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب
الحمد لله نحمده , ونستعين به ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضل له , ومن يُضلل فلا هادي له , والله لا يهدي القوم الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وصفيه من خلقه وخليله , بلغ الرساله وأدى الأمانة , ونصح الأمة فكشف الله به الغمة , ومحى الظلمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين .
«
اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »
ثم أما بعد ؛
نص مشهور , استخدمه كاتب الرسالة إلى العبرانيين لإثبات شيء , ويستخدمه أهل الكتاب لإثبات شيء , وقد يستخدمه المسلم في إثبات شيء آخر , فتعالوا بنا نقف على حقيقة الأمور وندرس هذا النص والنصوص التي لها علاقة بها حتى نعلم الصواب .
Heb 1:8 وأما عن الابن: «كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك.Heb 1:9 أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك».يستشهد المسيحي بهذا النص كدليل أن الإبن هو الله , حيث أن النص يقول ( وأما عن الابن ) أي أنه قيل عن الإبن في العهد القديم , وهكذا تفهم من الترجمات الأخرى كالحياة , الأخبار السارة واليسوعية :
(ALAB) ولكنه يخاطب الابن قائلا: إن عرشك، ياالله، ثابت إلى أبد الآبدين، وصولجان حكمك عادل ومستقيم.(GNA) أما في الابن فقال: عرشك يا الله ثابت إلى أبد الدهور، وصولجان العدل صولجان ملكك.(JAB) وفي الابن يقول: إن عرشك أللهم لأبد الدهور، وصولجان الاستقامة صولجان ملكك. فهو يخاطب الإبن ويقول له يا الله , فهل هناك دليل أوضح من هذا على الألوهية ؟
يقول أنطونيوس فكري في تفسيره :آية 8:- و اما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك.نلاحظ هنا بوضوح أن الإبن هو الله. راجع (مز 7،6:45).ويقول تادرس يعقوب مالطي في تفسيره :ولئلا يظن السامعون أن الرسول يقلل من شأن الملائكة أكد: "وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار"... هذا عن سمو الملائكة، أما عن الابن فلا وجه للمقارنة: "وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ". هؤلاء خدام لكنهم لهيب نار سماوي، أما هو فملك صاحب سلطان. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [انظر كيف يميز بوضوح عظيم بين الخليقة والخالق، الخدام والرب، الابن حقيقي الوارث والعبيد.]ويقول أيضاً القس عبد المسيح بسيط في كتابه :بل وأسمى من الإنسان العادي لأن المزمور يصفه بالله:" كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ (إيلوهيم- אלהים - ĕlôhîym) إِلَى دَهْرِ اَلدُّهُورِ. قَضِيبُ اِسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ "= "כסאך אלהים עולם ועד שׁבט מישׁר שׁבט מלכותך "(الآية 6). وهذا الوصف لا ينطبق على غير شخص إلهي.هكذا يفهم أهل الكتاب من النصارى هذا النص على انه اعتراف صريح بألوهية الإبن , فهل هذه هي الحقيقة ؟ لا أظن
النص يقول : (
كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور ) من أين جاء هذا النص ؟ إنه اقتباس من العهد القديم وبالتحديد - كما أشار أنطونيوس فكري - من المزامير الإصحاح الخامس والأربعون العدد السادس :
Psa 45:6 كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك.هذا هو النص ترجمة الفاندايك , لنرى النص العبري والترجمة الإنجليزية اليهودية :
Psa 45:6 כסאך אלהים עולם ועד שׁבט מישׁר שׁבט מלכותך׃The Jewish Publication Societyhttp://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt2645.htm (JPS) Thy throne given of God is for ever and ever; a sceptre of equity is the sceptre of thy kingdom.سبحان مغير الأحوال , النص تحول من كرسيك يا الله , إلى كرسيك الإلهي , سبحان الله العظيم , هل هناك ترجمات أخرى توافق هذا المعنى :
(GNA)عرشك الإلهي يبقى إلى الأبد، وصولجان الاستقامة صولجان ملكك. (GNB) The kingdom that God has given you will last forever and ever. You rule over your people with justice; هل لو أطلق على أحد في الكتاب المقدس لفظ الجلالة هل هذا سيجعله الإله المستحق للعبادة ؟ الكتاب المقدس يقول لا لأنه قيل ...
• عن موسى عليه السلام :
Exo 7:1 فقال الرب لموسى: «انظر! انا جعلتك الها لفرعون. وهارون اخوك يكون نبيك.Exo 7:1 ויאמר יהוה אל־משׁה ראה נתתיך אלהים לפרעה ואהרן אחיך יהיה נביאך׃Exo 4:16 وهو يكلم الشعب عنك. وهو يكون لك فما وانت تكون له الها.Exo 4:16 ודבר־הוא לך אל־העם והיה הוא יהיה־לך לפה ואתה תהיה־לו לאלהים׃• عن القضاة :
Psa 138:1 لداود أحمدك من كل قلبي. قدام الآلهة أرنم لك.Psa 138:1 לדוד אודך בכל־לבי נגד אלהים אזמרך׃Psa 82:1 مزمور لآساف الله قائم في مجمع الله. في وسط الآلهة يقضي.Psa 82:1 מזמור לאסף אלהים נצב בעדת־אל בקרב אלהים ישׁפט׃Psa 82:6 أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم.Psa 82:6 אני־אמרתי אלהים אתם ובני עליון כלכם׃إذن لو كان النص فعلاً يقول كرسيك يا الله فهو ليس دليلاً على شيء , ولننظر إلى تفسير يهودي خاص بالنصوص :
Rashi's CommentaryYour throne, O judge, [will exist] forever and ever; the scepter of equity is the scepter of your kingdom.Your throne, O judge Your throne, O prince and judge, shall exist forever and ever, as the matter that is stated (Exod. 7:1): “I have made you a judge אלהים) (נתתיך over Pharaoh.” And why? Because “a scepter of equity is the scepter of your kingdom,” thatyour judgments are true, and you are fit to govern.الترجمة :
عرشك أيها القاضي سيبقى إلى الأبد , صولجانك مستقيم وهو صولجان ملكك .عرشك أيها القاضي , عرشك أيها الأمير والقاضي , باقي إلى الأبد , كما أن هذه المسألة قد تم ذكرها في الخروج 7 : 1 ؛ أنا جعلتك قاضياً على فرعون , ولماذا ؟ لأن صولجان الإستقامه هو صولجان ملكك , أحكامك صحيحة , وأنت صالح للحكم .هذا التفسير اليهودي الرائع أكبر دليل على أن كلمة (
אלהים -
إلوهيم ) المستخدمة في النص لا تدل على الألوهية بأي حال من الأحوال وهو مستخدم مع الملك كما تم إستخدامه مع القاضي ومع موسى كما اقتبس الحاخام راشي في تفسيره .
يقول القس عبد المسيح بسيط في كتابه – نبي آخر بعد المسيح - عن شرحه للنصوص :مستعينين ومسترشدين بما سبق أنْ شرحه الرب يسوع المسيح نفسه لهذه النبوّات، وما سجّله تلاميذه بالروح القدس واضعين في الاعتبار، أيضًا، فهم اليهود، خاصّة في الفترة السابقة والتالية مباشرة لتجسّد الرب يسوع المسيح، لهذه النبوّات.فإن كان هذا هو فهم اليهود للنص , وإن كنت أنت تدعي التحاكم إلي فهمهم فكلام الحاخام راشي يكفيك وهو حُجه عليك .
ولكن في الحقيقة ما أتعجب له هو النص التالي مباشرة , وهو جاء في رسالة العبرانين ومقتبس من المزامير أيضاً :
Psa 45:7 أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك.Psa 45:7 אהבת צדק ותשׂנא רשׁע על־כן משׁחך אלהים אלהיך שׁמן שׂשׂון מחבריך׃Heb 1:9 أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك».لم أجد أي تعليق من أنطونيوس فكر أو تادرس يعقوب أو القس عبد المسيح بسيط على ( مسحك الله إلهك ) ؛
كيف يكون هو الله ويمسحه الله إلهه ؟ في الحقيقة هذه ليست مشكلتنا ولكن مشكلة الأصدقاء النصارى , فليفسروها باللاهوت والناسوت أو بأي طريقة كانت كما يفعلون دائماً . إنتظروا مني الجزء الثاني – تحقيق نبوءة .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات