حراس العقيدة
عدد المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 30/09/2009 العمر : 40
| موضوع: مسألة التسلسل فى صفات البارى جل وعلا الجمعة ديسمبر 25, 2009 6:52 pm | |
| مسألة التسلسل
نقصد بالتسلسل أنه لا يكون شيئا إلا وقبله شيء يترتب عليه أو لا يكون شيء إلا وبعده شيء ترتب عليه , فعندنا خط له رأسان سهم من هنا وسهم من هناك , التسلسل إذا معناه أنه لا يكون شيء إلا وقبله شيء يترتب عليه ولا يكون شيء إلا وبعده شيء يترتب عليه , التسلسل في الماضي والتسلسل في المستقبل التسلسل له اعتبارات أو على اعتبارات : الجهة الأولى : هي التسلسلفي صفات الباري جل وعلا وهي من أهم الاعتبارات , الناس في التسلسل المتعلق بصفات الرب جل وعلا على مذاهب : المذهب الأول : من قال إن الرب جل وعلا يمتنع تسلسل صفاته في الماضي ويمتنع تسلسل صفاته في المستقبل فلابد من أمد يكون قد ابتدأت صفاته ولابد أيضاً من زمن تنتهي إليه صفاته وهذا قول الجهمية عياذاً بالله من هذا القول , وكذلك طائفة من المعتزلة أمثال أبي الهذيل العلاف وجماعة منهم , إذن يمنعون التسلسل في الماضي ويمنعون التسلسل في المستقبل وهذا هو المذهب الأول. المذهب الثاني: هو أن التسلسل في الماضي ممتنع وفي المستقبل لا يمتنع يعنى أن الاتصاف بالصفات لابد أن يكون له زمن ابتدأ فيه وكما قلت لكم هذه المسألة مرتبطة ارتباط كبير بما ذكرنا في الحلقة السابقة إذ الكلام مترتب على بعضه وهنا تشابه في المآخذ والمذاهب و المذهب الثاني أن التسلسل في الماضي ممتنع والتسلسل في المستقبل لايمتنع يعني أن الاتصاف بالصفات لابد أن يكون له زمن ابتدأ فيه وهذا الزمن قريب من خلق هذا العالم الذي تعلقت به الأسماء والصفات أو الذي ظهرت فيه آثار الأسماء والصفات , وفي المستقبل هناك تسلسل في الصفات يعني عدم انقطاع للصفات وهذا هو قول أهل الكلام الأشاعرة والماتوريدية المذهب الثالث : وهم أهل السنة والجماعةوالحديث أن التسلسل ثابت في الماضي والمستقبل وثبوته في الماضي غير متعلق بخلق تتسلسل فيهم الصفات أو تظهر فيهم آثار الصفات , بل تتنوع التعلقات باختلاف العوالم يعني أن الباري جل وعلا ـ على المذهب الثاني ـ لم يتصف بصفة الخلق إلا بعد أن خلق هذا العالم وإلا فقبل ذلك كان معطلا , أهل السنة يقولون إن الباري جل وعلا أول بصفاته أي متصف بصفة الخلق وهو فعال لما يريد , فهو أول بصفاته ومتصف بصفاته قبل أن يخلق هذا العالم المنظور , قد خلق عوالم أخرى ولابد أن هناك من ظهور آثار صفاته جل وعلا , فهذا يختلف باختلاف العوالم يعني لا ننظر إلى هذا العالم المنظور فقط . وفي المستقبل يقول أهل السنة أيضاً أن التسلسل واقع في صفات الباري جل وعلا يعني في الآخرة , الله سبحانه وتعالى بصفاته وهناك تسلسل لا ينقطع من جهة المستقبل كما أنها في الماضي كذلك في المستقبل , إذا تبين هذا فهذه مسألة التسلسل بُحثت قبل مسألة مذاهب الناس في الصفات وتعلقها بالخلق وهل الباري متصف بالصفات بعد ظهور آثارها أم لا , يعني هذه المذاهب التي ذكرتها بحثت أيضا هناك كما ذكرنا في الجهمية وكذلك قول الأشاعرة الماتوريدية ثم قول أهل السنة والجماعة , فهاتان المسألتان مرتبطتان ببعضهما . فعندنا الجهه الأولى المعتبرة قلنا في صفات الباري الجهة الثانية :المعتبرة في التسلسل : جهة المخلوقات أو التسلسل في المخلوقات وللناس فيه مذهبان : المذهب الأول : يقولون بالتسلسل في الماضي , يعني أن العالم لا ينقطع ليس شيء إلا وقبله شيء يترتب عليه هذا هو التسلسل في الماضي في المخلوقات , فهذا القول المذهب الأول أن التسلسل في المخلوقات في الماضي ممتنع عند عامة الناس إلا عند قوم هم الفلاسفة الذين قالوا لا عالم إلا هذا العالم وأن هذا العالم لم يزل في الماضي وهذا خلاف ما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الله سبحانه وتعالى أن الله كان ولم يكن معه شيء من هذا العالم المنظور حالياً وهذا العالم ترتب التسلسل فيه الآخر على الأول والثاني عن ما قبله وليس ثمت شيء غيره كما يقول الفلاسفة إذن التسلسل في الماضي لا يقول به إلا الفلاسفة ويخالفهم الناس , عامةالناس عدا الفلاسفة كما ذكرت , يعني اتفق أهل السنة والمعتزلة على أن التسلسل تسلسل المخلوقات في الماضي ممتنع فقط , الفلاسفة هم الذين يقولون بأن المخلوقات متسلسلة في الماضي , الفلاسفة كما هو معلوم خارجون عن الملة لأنهم يرون قدم هذا العالم مطلقا وأن المؤثر فيه الأفلاك بعلل مختلفة إذن المذهب الأول : قالوا بالتسلسل في الماضي وهذا لم يقل به إلا الفلاسفة المذهب الثاني : أن التسلسل في المخلوقات واقع فقط في المستقبل ليس في الماضي وهذا عند جمهور الناس إلا عند جهم وبعضالمعتزلة , قالوا خالفوا من جهة قالوا أن تسلسل الحركات والمخلوقات في المستقبل أيضاً ممتنع وأنهم لابد أن يصيروا إلى عدم التأثير وإلى سكون . إذن هذا هو المذهب الثاني هو أن التسلسل في المستقبل , الأول قالوا بأن التسلسل في الماضي وهم الفلاسفة وخالفهم الناس , والمذهب الثاني أن التسلسل يكون في الماضي وهذا خالف فيه جهم وبعض المعتزلة قالوا إن المخلوقات والحركات تكون إلى سكون أو عدم , فهناك عندهم أن التسلسل في المستقبل ويخالفون فيه ومن هذا نتج قولهم بفناء النار والجنةوجهم يقول بفناء الجنة والنار ومعلوم أن مذهب أهل السنة والجماعة أنهما باقيتان لا تفنيان , فنتج من هذا الدخول في المباحث الفلسفية المقيتة التي تعذب العقول ولا تنفع العقلاء , نتج منها هذا الضلالة وهي القول بفناء النار وفناء الجنة التي النصوص متظافرة على خلافها بل إثبات أن الجنة باقية وأن النار باقية وأهلها مخلدون فيها كما هو المشهور من مذهب أهل السنة والجماعة . الجهة الثالثة:هي تسلسل الأثر والمؤثروالسب والمسبب والعلة والمعلول , وأشهر مذاهب الناس فيه اثنان :المذهب الأول : مذهب نفاة العلل والأسباب الذين يقولون لا أثر لعلة في معلولها ولا أثر لسبب في مُسَبب وإنما يفعل الله عند ـ ونضع تحت كلمة عند عشرة خطوط ـ وجود العلة لا لكونها علة فعندهم أنك عندما تمر السكين على الخبز فإن السكين لا تقطع وإنما عندما أمررت السكين على هذا الخبز حدث عند ذلك القطع وليس في السكين خاصية القطع وليس في الخبز خاصية الانقطاع إذا أمررت عليه هذه الآلة , وهذا مذهب مشهور عند الأشاعرة وكسف الأشعري وهذا مما لا يعقل ,, ومذهب هو مذهب نفاة التعليل وهو مذهب الأشاعرة والقدرية وابن حزم وجماعة .. المذهب الثاني : أن الأسباب تنتج مسبباتها ويتسلسل ذلك وأن العلة تنتج معلولا ويتسلسل ذلك يعني جوازا , لكن ذلك كله بخلق الله سبحانه وتعالى له , والتسلسل في الآثار ناتج عن المؤثرات ليس لذاتها وإنما لسنة الله عز وجل التي أجراها في خلقه والله سبحانه وتعالى يقول ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) إذن هذا المذهب هو مذهب أهل السنة والجماعة وهو المذهب الذي تقبله العقول ولا تقبل سواه , أن الأسباب تنتج مسبباتها وذلك كله بخلق الله سبحانه وتعالى , فالسكين لها خاصية القطع لأن الله جعل فيها هذه الخاصية وجعل هذا سنة وهي من سنن الله سبحانه وتعالى , فالتسلسل في الآثار ناتج عن المؤثرات ليس لذاتها بل لسنة الله عز وجل ، هذا ما أجمله لكم في مبحث التسلسل وهذا المبحث كما ذكرت لكم من أصعب المباحث لا لضعف آلة العقول عند أهل السنة والجماعة وإنما إدخال أهل الكلام مصطلحات القوم ومصطلحات لا يعرفه الناس واستعمال بعض الألفاظ غير الدارجة عند أهل السنة والجماعة , وإنما هي من مصطلحات الفلاسفة فلذلك يُغرِبون , فيصعب فهم مسائلهم , لكن الله سبحانه وتعالى قيض من أئمة السنة والجماعة من ينبري لهذه المسائل ويرد عليها كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكذلك تلميذه ابن القيم وغيرهم من أهل العلم , كذلك شارح العقيدة الطحاويةهو أثر من آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .. | |
|
مريم الحقيقة Admin
عدد المساهمات : 855 تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: رد: مسألة التسلسل فى صفات البارى جل وعلا الإثنين ديسمبر 28, 2009 7:58 am | |
| جزاك الله الجنة عما تكتبه
مواضيعك مميزة ومفيدة
| |
|