اللجوء إلى الله
نداء خالد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم يصدره حين كان يمر به كرب، أو يحل به ضيق، كان يخرج من قلبه إلى ربه، بلا واسطة ولا مقدمات.. كان يفضي إليه بحاجته وهو يعلم أنه جل وعلا أعلم بها منه.. كان بهذه الكلمات المختصرة يطلب النصر على الأعداء، ويطلب تفريج الكربات، ويبرأ من كل معين إلا المعين جلَّ وعلا.
فكم من الكُرَب تمر بالواحد منا، ولا أنيس له حينئذ إلا التأوه والمعاناة؟
كم من المصاعب يتعرض لها فيستعين بكل شيء للخروج منها غافلاً عن الاستعانة بالمعين الجبار!
كم من الحاجات التي يأمل الواحد منا أن تتحقق له فيسعى بكل جد واجتهاد باذلاً ما يستطيع من الأسباب.. ناسياً أعظمها وأقواها وهو الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه!
فيسعى ويشقى.. ولو عرف الطريق لسعى وسعد.
إن الفقر يدُفع بامتلاك المتاع، واقتناء المال الذي تقوم به حياة البشر.. لكن شر الكفر لا يدفع بذلك مع أنه قد يحارب به، لكنه يدفع بالسلاح الغائب، وهو الالتجاء إلى العزيز الجبار، والتوكل على الذي ارتضى لنا الإسلام ديناً، وأمرنا بالدفاع عنه بعد الالتزام به قولاً وعملاً.
إنه يُدفع بإصلاح السرائر والضمائر وصقل النفوس والمجتمعات ضمن المنهج الرباني الفريد الذي لا يمكن أن تصلح إلا به.
دمتم برعاية الله