أقاويل بولس الصريحة في نفي لاهوت المسيح المزعوم |
يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 8 : 5 " وقد يَكونُ في السَّماءِ أَو في الأَرضِ ما يُزعَمُ أَنَّهم آِلهة، بل هُناكَ كَثيرٌ مِنَ الآلِهَة كَثيرٌ مِنَ الأَرباب، وأَمَّا عِندَنا نَحنُ، فلَيسَ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وهو الآب، مِنه كُلُّ شَيءٍ وإِلَيه نَحنُ أَيضًا نَصير، ورَبٌّ واحِدٌ وهو يسوعُ المسيح، بِه كُلُّ شيَءٍ وبِه نَحنُ أَيضًا ". ( الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق / طبعة ثالثة 1994 )
فهذا النص صريح في انحصار الألوهية الحقة بالآب وحده : " وأَمَّا عِندَنا نَحنُ، فلَيسَ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وهو الآب .." ، وأما وصف المسيح بالرب فلا يراد به الألوهية و إلا لأنتـفي الحصر لها بالآب ، وأنت تعلم أخي القارىء ان لفظة ( الرب ) كثيرا ما تُطلق في الكتاب المقدس على غير الله سبحانه وتعالى من البشر والملائكة ، دلالة على التوقير والاكرام والاعتبار .. كما في سفر القضاة 6 : 14 إذ قد سمي الملك رباً في أكثر من موضع ... وفي إنجيل يوحنا 4 : 19 عن المرأة السامرية التي طلب منها المسيح عليه السلام أن تسقيه ، مما أثار تعجبها ، فقالت للمسيح : " يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ ". ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)
فالمرأة هنا لا تعرف المسيح ولا تؤمن به بل هي تشك حتى في مجرد أن يكون نبي ، ورغم ذلك تقول له ( يا رب ) مما يفيد ان لفظ كلمة ( رب ) كانت تستعمل في ذلك الوقت مع البشر على سبيل الاحترام .
ويقول بولس عن قصة اهتدائه وهو في الطريق الى دمشق بحسب سفر اعمال الرسل 22 : 6 : " وبَينما أَنا سائرٌ وقَدِ اقتَرَبتُ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولي نَحوَ الظُّهْر، فسَقَطتُ إِلى الأَرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي: شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ فأَجَبتُ: مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ فقالَ لي: أَنا يَسوعُ النَّاصِريُّ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه " . ( الترجمة الكاثوليكية - دار المشرق - 1994)
فبولس أثناء هذا الموقف لم يكن يؤمن بالمسيح ولم يكن يعرف صوت الذي يناديه ، ورغم ذلك أجاب قائلاً : " مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ ". مما يدل على ان هذه اللفظة كانت تستعمل كصيغة للتأدب في المخاطبة .
لذلك نجد ان بولس يفرق بين الآب كإله ، وبين المسيح كرب ، طبقاً للآتي :
- تسالونيكي الثانية 1 : 12 " لِيَتمَجَّدَ فيكُمُ اسمُ رَبِّنا يَسوعَ وتتمجَّدونَ أنتُم فيهِ بِفَضلِ نِعمةِ إلَهِنا والرَّبِّ يَسوعَ المسيحِ ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
- تسالونيكي الأولى 1 : 3 : " نذكُرُ أمامَ إلَهِنا وأبينا ما أنتُم علَيهِ بربِّنا يسوعَ المَسيحِ مِنْ نشاطٍ في الإيمانِ وجِهادٍ في المحبَّةِ وثباتٍ في الرَّجاءِ ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
- كورنثوس الأولى 6 : 11 " ولَكنَّكُم اغتَسَلْتُم، بَلْ تَقَدَّسْتُم، بَلْ تَبَرَّرتُم باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ وبِرُوحِ إلَهِنا ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
- عبرانيين 13 : 20 " إلَهَ السَّلامِ الّذي أقامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، بِدَمِ العَهدِ الأبدِيِّ، راعي الخِرافِ العَظيمَ رَبَّنا يَسوعَ ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
لاحظ - أخي القارىء - بأن إله السلام هو الذي أقام الرب يسوع .... وهذا الإله هو الذي يشكره بولس في النص الآتي :
- رومية 1 : 8 " قَبلَ كُلِّ شيءٍ أشكُرُ إلهي بيَسوعَ المَسيحِ لأجلِكُم جميعًا ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
ويقول بولس في رسالته إلى أهل أفسس ( 1 : 16 ، 17 ) : " وأطلُبُ مِنْ إلهِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الآبِ المَجيدِ، أنْ يَهَبَ لكُم رُوحَ حِكمَةٍ يكشِفُ لكُم عَنهُ لِتَعرفوهُ حَقَّ المَعرِفَةِ ". ( المشتركة / دار الكتاب المقدس 1993 )
فهذا نص صريح في أن الله سبحانه وتعالى ، الآبِ المَجيدِ ، هو إله يسوع المسيح ، وهذا نفي قاطع لإلهية المسيح لأن الإله لا يكون له إله !
والآن لماذا لا يتجه النصارى إلى إله يسوع المسيح ويعبدونه وحده لا شريك له ، ويتركون عبادة المسيح ؟ أفي قلوبهم مرض ؟ أم ارتابوا ؟ أم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم غشاوة ؟ ...
يحكي كاتب سفر الأعمال أن بولس عندما كان يقوم بالتبشير مع برنابا ، في منطقة إيقونية ، وظهرت على ايديهما معجزات في مدينة لسترة ، هجم وثنيو المدينة عليهما معتقدين أنهما إلهين نزلا من السماء ! وأرادوا أن يقدموا لهما ذبائح !! فصاحا ( أي بولس وبرنابا ) في أولئك الوثنيين الجهلة قائلين : " أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ " ( اعمال 14 : 15 ) فاعتبر بولس أن كونه وزميله بشراً تحت آلام أكبر دليل على أنهما ليسا آلهة . وبالتالي فانطلاقاً من هذا المنطق الصحيح لا يمكن أن يكون المسيح إلهاً برأي بولس ، لأن المسيح أيضاً كان بشراً تحت شدائد والآم .. فتأمل ..