أقول مستعينا بالله الذي علم الإنسان ما لم يعلم
اهمية معرفة الاسماءوالاحكام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ومعرفةحدود الأسماء واجبة ، لاسيما حدود ما أنزل الله على رسوله ) ، الفتاوى 20/37،
قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في منهاج التأسيس ص12 (وكم هلك بسبب قصورالعلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة مثال ذلكالإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان والجهل بالحقيقتين أو أحدهما أوقعكثيرا من الناس بالشرك وعبادة الصالحين لعدم معرفة الحقائق وتصورها ) اهـ
قال الشيخ عبد الله ابا بطين (ومما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله علىرسوله لأن الله سبحانه ذم من لا يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله فقال تعالى (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) رسالةالانتصار ،
حقيقة الاسماءوالاحكام
قال الهراس في شرح العقيدة الواسطية عند باب اسماء الدين ( المرادبالأسماء هنا أسماء الدين مثل مؤمن ومسلم وكافر وفاسق ... الخ ، والمراد بالأحكامأحكام أصحابها في الدنيا والآخرة )
وقال عبد اللطيف في المنهاج ص316: فيمن يظنويعتقد أن كلام أهل العلم وتقييدهم بقيام الحجة وبلوغ الدعوة ينفي اسم الكفر والشركوالفجور ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي سماها الشارع بتلك الأسماء وقال: ( إنعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية بل يُسمى ما سماه الشارع كفرا أو شركا أوفسقا باسمه الشرعي ولا ينفيه عنه وإن لم يعاقب فاعلها إذا لم تقم عليه الحجة وفرقبين كون الذنب كفرا وبين تكفير فاعله ) 0
الاسم والحكم يفترقان قبل قيامالحجة ويجتمعان بعدها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينها في أسماءوأحكام ) الفتاوى20_37
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (قال الله: )اذْهَبْ إِلَىفِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى( وقوله: )وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنْ ائْتِالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( وقوله: ).. إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ( فأخبر أنهظالم وطاغ ومفسد هو وقومه، وهذه أسماء ذم الأفعال، فدل ذلك على أن الأفعال تكونقبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم، ولا يستحقون العذاب "الحكم" إلا بعد إتيانالرسول إليهم لقوله: )وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَرَسُولاً(.
وكذلك أخبر عن هود أنه قال لقومه: )قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوااللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ( فجعلهممفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله إلهاً آخر، فاسم المشرك ثبتقبل الرسالة؛ فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى، ويجعل له أندادا قبلالرسول، ويثبت أن هذه الأسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال : جاهليةوجاهلا قبل مجيء الرسول وأما التعذيب فلا
والتولي عن الطاعة كقوله: )فَلاصَدَّقَ وَلا صَلَّى ! وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى( فهذا لا يكون إلا بعد الرسول؛مثل قوله عن فرعون: )فَكَذَّبَ وَعَصَى( كان هذا بعد مجيء الرسول إليه –إقامةالحجة– كما قال تعالى: )فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ! فَكَذَّبَ وَعَصَى( وقال: )فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ( انتهى, الفتاوى (20/37- 38
الاسم الواحد يثبت وينفى بحسب مايتعلق به من أحكام
ان العلماء يستخدمون لفظ الكفر بعدةاعتبارات وبحسب ما يتعلق به من الأحكام .
قال ابن تيمية (إن الاسم الواحد يُنفىويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به فلا يجب إذا ثبت أو نفى في حكم أن يكون كذلك فيسائر الأحكام وهذا في كلام العرب وسائر الأُمم ( الفتاوى 7/419-418 )
قال ابن تيمية رحمة الله (المنافقون قد يجعلون من المؤمنين في موضع ، وفي موضع آخر يقال : ما هم منهم . قال تعالى: )قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّقَلِيلاً..( فهنالك جعل هؤلاء المنافقين الخائفين من العدو ، الناكلين عن الجهادالناهين لغيرهم الذامين للمؤمنين منهم . وقال في آية أخرى: )وَيَحْلِفُونَبِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌيَفْرَقُونَ( وهؤلاء ذنبهم أخف؛ فإنهم لم يؤذوا المؤمنين لا بنهي ولا سلق بألسنةحداد ، ولكن حلفوا بالله أنهم من المؤمنين في الباطن بقلوبهم؛ وإلا فقد علمالمؤمنون أنهم منهم في الظاهر فكذبهم الله وقال : )وَمَا هُمْ مِنْكُمْ( وهناك قال: )قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ( فالخطاب لمن كان في الظاهرمسلماً مؤمناً، وليس مؤمناً منكم من هو بهذه الصفة، وليس مؤمناً بل أحبط الله عملهفهو منكم في الظاهر لا الباطن. ولهذا لما استؤذن النبي في قتل المنافقين قال : "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه" فإنهم من أصحابه في الظاهر عند من لا يعرفحقائق الأمور ، وأصحابه الذين هم أصحابه ليس فيهم نفاق...) أ.هـ مجموع الفتاوى (7/418-419).
وقصة سعد بن ابي وقاص مع عبد بن زمعة في الصحيحين قال "هو لك ياعبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة" لما رأى من شبهه بعتبة..
قال ابن تيمية (فتبين أن الاسم الواحد ينفى في حكم ويثبت في حكم، فهو أخفي الميراث وليس أخ في المحرمية ) الفتاوى (7-421)